مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/07/2021 06:49:00 م

  ياسمينٌ يصفّق بحسرة ..وأرواح ٌ ترقص بدل العثرة

 

ياسمينٌ يصفق بحسرة .. وأرواح ٌ ترقص بدل العثرة
ياسمينٌ يصفق بحسرة .. وأرواح ٌ ترقص بدل العثرة

دمشق ٢٠٢١ ..

ظلامٌ دامس ، لكنَّ قلوبنا كانت كفيلة لإنارة طريقنا ،بلهيب عشقها ..

- أتعلم .. كنت أنتظر هذه الليلة منذ ذلك اليوم ..

- تقصدين قبل خمسة عشر عاماً ؟!

بالضبط .. كنا على الأقل جالسان في عزِّ صبانا ، تمام الساعة الثانية ليلاً ، في قهوة النوفرة و نسمع الشقيقة أم كلثوم ..

و بدأت تدندن أغنية قديمة ، مرَّ على سماعي إياها .. سنيناً من العمر .. و دهراً من السلم ..

《 و قابلتك أنت .. لقيتك .. بتغيّر كل حياتي .. ما عرفش ازاي حبيتك .. يا حياتي 》

قلت لها مازحاً : ألا يعجبك الرصيف يا إبنة السلطان ؟

قهقهت بعفويّة : إن كنا الآن في الخامسة و الأربعين من العمر ، و الساعة أمست العاشرة ، نجلس على الرصيف ..
في الخمسين ... أين سنجلس ؟!

- في القبر !!!

- نهضت برشاقتها المعهودة ، و الغريبة أيضاً ، و قالت بتذمّر :
يقولون عن النساء ملكات النكد ، إنظر الآن من هو إمبراطور به !!!

ضحكتُ من قلبي ، فلا شيء في هذا الألم يضحكني سوى تعابير وجهها الطفوليّة الغاضبة ..
(( و لا شيء يقتلني سوى نظرتها الحزينة القاتلة ))

أمسكتُ يدها ، و سرنا معاً .. إلى وجهةٍ مجهولة ...

- هذا ليس ظلام بلادنا .. بل أعدائنا ...

- أسفي الكبير على الجيل القادم ..

- بل الأسف الأكبر على الجيل الحالي ، فالقادم البعيد قد يكون خيراً ..
لكن أبناء اليوم .. يُقتلون إنسانياً ..

- هل سنبقى نتحدّث عن هذا الوضع ؟ ماذا عن حبنا العتيق ؟
- و كيف لهذا الحب أن يفنى ؟

 و قد بدأتْ أعظم قصص الهوى في التاريخ ، فالعشق ها هنا .. نبتَ ، و كبر  ..

- و هرِم ....

- ربما ، لكن لابدَّ أنَّ له أبناء سيكملون دربه ..

- بطرقهم الغريبة التي أفسدت رونقه ..

- بل واقعهم من فعل هذا .. و غالبهم من رضوا الرضوخ له ..

- قد يكون لا حلَّ أمامهم ..

- سوى الهرب من المرار ، إلى كلمة قدسيّة القرار ...

خطفتُ جسدها ، ليلتصق بجسدي ، و تقترب راوائحنا الدمشقيّة من العطر الندي :
و كيف لنا أن نعلّم جيل الأرقام الالكترونيّة ، أنَّ اتفاق الأرواح السرمديّة .. ظاهرٌ حتّى على الأنفاس ..

إبتسمتْ ببراءة الأطفال ، لتدندن بصوتها العذب آخذ الآمال :

《 يلي ظلمتوا الحب ، و قلتوا و عدتوا عليه .. قلتوا عليه مش عارف ايه ، العيب فيكم .. يا بحبايبكم .. أما الحب يا روحي عليه ...

و طبعتْ قبلتها الغراميّة ، لتكمل : يا روحي عليه ..

و بدأنا نرقص معاً ، و نغني معاً ..

و بقايا مدينتنا  .. ياسمينٌ فوّاح ... يصفق لنا ..

بقلمي شهد بكر ✒️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.